الخميس، 12 سبتمبر 2013

ملخص مقالة:
 الخطاب القومي في الأدب الفارسي المعاصر:
    صادق هدايت أنموذجاً


 تتناول هذه الدراسة موضوع الخطاب القومي في الأدب الفارسي المعاصر الذي ظهر منذ القرن التاسع عشر، وتجلّى في القرن العشرين- تحت تأثير النزعة القومية والسياسية - لدى مجموعة من الأدباء والمفكرين الإيرانيين، ولا سيّما زمن حكم الأسرة البهلوية: رضا البهلوي وابنه شاه إيران (1925- 1979م)؛ فمنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين ظهر في إيران أدباء ومفكرون يمثلون هذه النزعة مثل: فتح علي آخوند زادة، وآقا خان الكرماني، وأحمد كسروي، وإبراهيم بور داود، وذبيح الله بهروز، وعارف القزويني، وميرزاده عشقي، وصادق هدايت، ومهدي أخوان ثالث، ونادر نادر بور، وعبد الحسين زرين كوب؛ ولما كان صادق هدايت أشهر الأدباء الإيرانيين في القرن العشرين، وقد جاء الخطاب القومي جلياً واضحاً في أغلب آثاره، فقد اتخذت هذه الدراسة منه أنموذجاً لبحث هذه الظاهرة ودراستها وتحليلها؛ إذ تجلّى الخطاب القومي في أغلب آثاره، وظهرت النزعة القومية والهوية الإيرانية جلية واضحة لدى هذا الأديب المأزوم، والمسكون بالقومية، والعنصرية، والشوفينية، والكره للعرب والإسلام، والمشغول باليأس والتشاؤم والكآبة، التي قادته في النهاية إلى الخاتمة المأساوية؛ ألا وهي الانتحار.


         لقد ارتبط الخطاب القومي في الأدب الفارسي المعاصر ارتباطاً وثيقاً بالنزعة القومية، والهوية الإيرانية، التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ومن ثمّ بالخطاب الإيديولوجي الذي ركزت عليه الدولة البهلوية؛ ولكل هذا فإننا نرى أن هذا الخطاب يشكّل الوجه الآخر لظاهرة معاداة العرب في الأدب الفارسي المعاصر، ولذلك فإن الخطاب القومي في هذا الأدب يقوم على ركنين أساسين هما: مدح العرق الفارسي الآري والإعلاء من شأنه، وذمّ العرق العربي السامي والحطّ من أهميته، والغاية من ذلك تعميق النزعة القومية، والتأصيل للهوية الإيرانية من خلال التمييز العنصري، والتطهير العرقي، ونفي الآخر واحتقاره، وتشويه صورته في الأذهان، واغتيال شخصيته، وهذا ما تجلّى في آثار صادق هدايت الكاتب المتشائم موضوع هذه الدراسة.

ليست هناك تعليقات:

الربابعة يترجم كتابين من الأدب الفارسي المعاصر خبر صدور كتاب أنطولوجيا الرواية الفارسية المعاصرة  وكتاب مراحل  الشعر   الفارسي على موقع جامع...